سُورَةُ النَّبَأ: تَرْبِيَةٌ وَبِنَاء

تمهيد

تهيئة:سورة فيها رد على شبهات المبطلين، وإسكات للمشككين، وتنبيه للغافلين، وثناء على المتقين. سورتنا جاءت بالأدلة والبراهين؛ لتثبت البعث والجزاء، وتقض مضاجع اللاهين… سورتنا لهذا اليوم سورة النبأ.
تعريف السورة:
اسم السورة: سورة “النَّبأ”، سورة “عم يتساءلون”، سورة “عم”، سورة “التساؤل”، سورة “المعصرات“.([1])
نوع السورة:مكية.([2])
عدد آياتها: إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ آيَة فِي الْبَصْرِيّ وَأَرْبَعُونَ فِي عدد البَاقِينَ.([3])
سبب نزولها:لم يرد فيها سبب نزول صحيح.
فضل السورة والآثار الواردة فيها:عن ابن عباس، عن النبي – e- أنه قال: “شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعمَّ يتساءلونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ”.([4])

([1]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 5).

([1])المرجع السابق.

([1]) البيان في عد آي القرآن (ص: 262)

([1])رواه الترمذي (3297) وصححه الألباني.


مناسبة افتتاح السورة لخاتمتها:افتتحت السورة بتساؤل المشركين عن البعث استهزاءً به وتكذيبًا، وختمت بوصف ندمهم على ذلك: ﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا.
مناسبة السورة لما قبلها:المناسبة بين سورة النبأ وسورة المرسلات: أخبر الله – عز وجل – في سورة المرسلات عن تكذيبهم بيوم الفصل، وحكم على أنّ لهم بذلك الويل المضاعف المكرر، وختمها بأنهم إن كفروا بهذا القرآن لم يؤمنوا بعده بشيء، وافتتح سورة النبأ بأن ما خالفوا فيه الرسول وكذبوه في أمره لا يقبل النزاع؛ لما ظهر من بيان القرآن لحكمة الرحمن التي لا يختلف فيها اثنان مع الإعجاز في البيان.([1])
مناسبة السورة لما بعدها:المناسبة بين سورة النبأ وسورة النازعات: تتناسب السورة مع سورة النازعات من ثلاثة أوجه: تشابه الموضوع: فكلتا السورتين تتحدثان عن القيامة وأحوالها، وعن مآل المتقين، ومرجع المجرمين.تشابه المطلع والخاتمة: إنّ مطلع السورتين في الحديث عن البعث والقيامة، فسورة النبأ تؤكد وجود البعث وما فيه من أهوال وحساب وجزاء، وسورة النازعات افتتحت بالقسم على وقوع القيامة؛ لتحقيق ما في آخر سورة النبأ.اختتمت سورة النبأ بالإنذار بالعذاب القريب يوم القيامة، وسورة النازعات ختمت بالكلام عمَّا في أولها من إثبات الحشر والبعث، وتأكّد حدوث القيامة، فكان ذلك دليلًا وبرهانًا على مجيء القيامة وأهوالها.([2])افتتحت سورة النبأ بسؤال المشركين عن الساعة واختلافهم فيها، وختمت سورة النازعات بسؤالهم عن وقتها واستبعادها.
من مقاصد السورة:إثبات البعث والجزاء بالأدلة والبراهين.([3])

([1]) نظم الدرر، البقاعي (21/ 190).

([2]) التفسير المنير، الزحيلي (30/ 30).

([3]) المختصر في تفسير القرآن الكريم (1/ 582).

موضوعات السورة:من الآية (1) إلى الآية (5): تساؤل المشركين عن النبأ العظيم.
من الآية (6) إلى الآية (16): لفت النظر إلى الآيات الكونية.
من الآية (17) إلى الآية (20):
تأكيد وقوع يوم القيامة بوصف أهوالها.
من الآية (21) إلى الآية (30): جزاء الكافرين المكذبين.
من الآية (31) إلى الآية (36): جزاء المتقين.
من الآية (37) إلى الآية (40): وصف موقف الحساب وندم الكافر.

﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)

تفسير: (المعنى الإجمالي ومعنى الألفاظ الغريبة)

  1. 1. ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ عن أي شيء يتساءل هؤلاء المشركون بعد ما بعث الله إليهم رسوله – e-؟!
  2. ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ يسأل بعضهم بعضًا عن الخبر العظيم، وهو القرآن المنزل على رسولهم المتضمن خبر البعث.
  3. ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ هذا القرآن الَّذي اختلفوا فيما يصفونه به؛ من كونه سحرًا، أو شعرًا، أو كهانة، أو أساطير الأولين.
  4. ﴿كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ ليس الأمر كما زعموا، سيعلم هؤلاء المكذبون بالقرآن عاقبة تكذيبهم السيئة.

﴿ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ ثم سيتأكد لهم ذلك.([1])

([1])المختصر في تفسير القرآن الكريم (1/ 582(.

تدبر وتزكية: (الأسئلة التدبرية والهدايات)


الأسئلة التدبريةالهدايات
مادلالةافتتاح السورة بالاستفهام﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾؟– تقريع وتوبيخ للمشركين؛ لتساؤلهم عن يوم القيامة، وإنكارهم وقوعه بين مشكك ومتردد ومنكر، والتوبيخ ليس لسؤالهم من أجل العلم، وإنما لسؤالهم إنكارًا وتكذيبًا وتهكمًا.([1])
ماالأقوال الواردة في معنى ﴿النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾؟اختلف في المعنيّ بالنبأ العظيم، فقال بعضهم: أريد به القرآن. وقيل: البعث بعد الموت، والجزاء ويوم القيامة. ويعود كلاهما إلى معنى واحد وهو: تساؤلهم إنكارًا أن يكون البعث حقًّا، وأنَّ هذا القرآن الكريم من عند الله – تعالى – وأن الرسول – e- صادق فيما يأمرهم به أو ينهاهم عنه.([2])

([1])مختصر تفسير ابن كثير (2/ 590)، والتفسير الوسيط للطنطاوي (15/ 248).

([2]) تفسير الطبري = جامع البيان، ت: شاكر (24/ 149) والتفسير الوسيط للطنطاوي (15/ 248)، بتصرف.

ما دلالة تخير لفظ ﴿النَّبَإِ﴾ دون غيره، وذكر يوم القيامة بوصفه دون لفظهوتعظيمه ﴿النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾؟دل تخير كلمة النبأ على عظم أمر القيامة وما يتساءل عنه المكذبون، والنبأ: الخبر الهائل المفظع الباهر.([1])وفي تعظيم أمره تشنيع على من لم يتبين من شأنه البيان اليقيني، فليس هو بالأمر الذي يُقبل الاختلاف فيه.
ما وجه المجيء بالجملة الفعلية في قوله تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾، وبالجملة الاسمية في قوله تعالى: ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾؟  توبيخ الله تعالى وذم أمر الخلاف وأن الخلاف في أمر هذا النبأ متمكن ومستمر والناس فيه على قولين مؤمن به وكافر.([2])وفيه أن أهل الباطل مِلَلٌ مختلفة ولا تستقر على رأي واحد، وذلك أن الحق واحد والباطل شعب متعددة؛ ولذلك يغلب على القرآن الكريم توحيد سبيل الحق وجمع سبل الباطل مثل قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖوَلاَتَتَّبِعُواْالسُّبُلَفَتَفَرَّقَبِكُمْعَنسَبِيلِهِۚذَلِكُمْوَصَّاكُمبِهِلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153].وفيه أن الاختلاف في قضية البعث بعد الموت قائمة، ولا تزال قائمة إلى آخر الزمان.([3])
ما دلالة “كلا” في قوله تعالى: ﴿كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾، وما الفائدة من تكرارها وحذف متعلق الفعل في كِلتا الآيتين؟دلت ﴿كَلَّا﴾ على تهديد شديد ووعيد أكيد لمنكري القيامة.([4]) وفي تكرار الآية زيادة في التهديد والوعيد، وبيان أن الوعيد الثاني أشد وأبلغ من الوعيد الأول، وحذف مفعول ﴿سَيَعْلَمُونَ﴾ للتعميم والتهويل.([5])
فوائد تربوية من هذه الآيات:  استعمال أسلوب التهديد والوعيد إذا ناسب المقام.ضرورة اليقين في الأمور المهمة التي لا يقبل فيها الظن.التهكم على المخالف دليل على ضعف الحجة وهو سبيل أعداء الدين.الإعراض عن مجادلة المتهكم المستهزئ.التأدب في السؤال عند طلب العلم.

([1])مختصر تفسير ابن كثير (2/ 590)، بتصرف.
([2]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 307).

([3]) كتاب تدبر وعمل، بتصرف.

([4]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 307).
([5]) التفسير الوسيط للطنطاوي (15/ 249).



تلاوة

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)﴾

تفسير: (المعنى الإجمالي ومعنى الألفاظ الغريبة)

  • 6. ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا﴾ ألم نُصَيِّر الأرض مُمَهَّدة لهم صالحة لاستقرارهم عليها؟!
  • 7.﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ وجعلنا الجبال عليها بمنزلة أوتاد تمنعها من الاضطراب.
  • 8.﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ وخلقناكم – أيها الناس – أصنافًا: منهم الذُّكران والإناث.
  • 9.﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ وجعلنا نومكم انقطاعًا عن النشاط؛ لتستريحوا.
  • 10.﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾ وجعلنا الليل ساترًا لكم بظلمته مثل اللباس الَّذي تسترون به عوراتكم.
  • 11.  ﴿وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ وجعلنا النهار ميدانًا للكسب والبحث عن الرزق.
  • 12.﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ وبنينا فوقكم سبع سماوات متينة البناء محكمة الصنع.
  • 13.﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ وصيَّرنا الشمس مصباحًا شديد الاتقاد والإنارة.
  • 14.﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا﴾ وأنزلنا من السحب التي حان لها أن تمطر ماءً كثير الانصباب.
  • 15.﴿لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا﴾ لنخرج به أصناف الحَب، وأصناف النبات.
  • 16.﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ ونخرج به بساتين مُلْتَفَّة من كثرة تداخل أغصان أشجارها

تدبر وتزكية: (الأسئلة التدبرية والهدايات)

الأسئلة التدبريةالهدايات
ما العلة من ذكر المخلوقات في هذه الآيات؟  لبيان قدرة الله – عز وجل – العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره.([1])بيان الحكمة من خلق الله عز وجل.إقامة الحجة على الكفار فيما أنكروه من البعث، فإن الإله الذي قدر على خلق هذه المخلوقات العظام قادر على إحياء الناس بعد موتهم.([2])

([1]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 307).
([2]) التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزي (2/ 444).


علام يدل الاستفهام في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا﴾؟-استفهام تقريري لتوجيه أنظارهم إلى هذه المخلوقات الدالة على قدرة الله – عز وجل – على الإنشاء والإعادة.([1])  
ما الفائدة من الإتيان بالفعل ﴿ نجْعَلِ﴾؟يفيد إعمال النظر في خلق الأرض والجبال إذ هي مرئيات لنا ومع ذلك نغفل عنها كثيرًا؛ لتعودنا على مشاهدتها، والمشي عليها، بحيث لا نكاد نتفكر في خلقها!([2])
جعل الله تعالى الأرض ممهدة للخلائق، فما دلالة ذلك؟  – فيه دلالة على عظيم قدرة الله.([3]) – وتتضمن امتنان الله على عباده؛ لتذكيرهم بفضله عليهم لعلهم يرجعون عن المكابرة، ويقبلوا على النظر فيما يدعوهم إليه الرسول – e- تبليغًا عن الله تعالى.([4])
ما دلالة وصف الجبال بأنها “أوتادًا” على الأرض في قوله تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾؟  – بيان قدرة الله – عز وجل – بأن جعلها أوتادًا أرساها بها، وثبَّتها وقرَّرها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها.([5]) – اختيار لفظ الأوتاد لشبهها الشديد الكامل بأوتاد الخيمة من كل الوجوه، فالوتد دقيق من الأسفل، وأغلبه في الأرض، وعمله التثبيت، والجبال كذلك.
ما مناسبة قوله تعالى: ﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ لما قبلها؟أعقب الاستدلال بخلق الأرض وجبالها بالاستدلال بخلق الناس؛ للجمع بين إثبات التفرد بالخلق وبين الدلالة على إمكان إعادتهم.([6])  
في قوله تعالى: ﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ امتنان من الله على عباده، بيّن ذلك.  – جعل الله – عز وجلَّ – التآلف بين الزوجين فطرة ينتظم بها أمر المعاشرة والمعاش.([7]) – وأنعم عليهم بخلق الذكر والأنثى يتمتع كل منهما بالآخر، ويحصل التناسل بذلك([8])، وهذا دليل على قدرته سبحانه على إحيائه بعد موته.([9])
ما وجه كون النوم نعمة يمتن الله بها على عباده؟وجه الامتنان بذلك ظاهر، لما فيه من المنفعة والراحة للبدن، فبالنوم تتجدد القوى، وينشط العقل والجسم.([10])

([1]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 13)، بتصرف.

([2]) المرجع السابق. (

[3]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 307).

([4]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (31/ 13).

([5]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 302).

([6]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 16).

([7]) إرشاد العقل السليم، أبو السعود (9/86).

([8]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 302)، بتصرف.

([9]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/17) بتصرف.

ما دلالة استعمال لفظ “سباتًا” في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾؟  السبات في اللغة: من السبت وهو القطع، وسمي يوم السبت لانقطاع الناس عن أعمالهم فيه. فيكون النوم قطعًا للحركة؛ لتحصل الراحة من كثرة الترداد والسعي في المعايش في عرض النهار، ويستدل بالنوم على قدرة الله على البعث؛ لأنه انفصال الجسد عن الروح المؤقت، وبالنوم ينقطع الإنسان عن الحياة.([1])
النوم من دلائل البعث فهو الموتة الصغرى، هات شواهد من القرآن والسنة ما يدل على ذلك.  قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)﴾ [الزمر: 42]. وكذلك دعاء النوم “باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”.
ما دلالة جعل الليل على الأرض بمنزلة اللباس في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾؟  الليل آية عظيمه تدل على وجود الخالق، وظلامه وسواده الذي يغشى الناس نعمة من الله سبحانه وتعالى.([2]) بسبب ما يحصل فيه من النوم الذي يزيد جمال الإنسان وطراوة أعضائه، وفي تكامل قواه الحسية والحركية، ويندفع عنه أذى التعب الجسماني، وأذى الأفكار الموحشة.  وهو – أيضًا – دال على قدرة الله – تعالى – على البعث كما تتحصل منافعكم وتلامسكم النعم.([3])
من السنن الكونية النوم في الليل وعكسه السهر، فما الطوارئ التي يستحب معها السهر؟طلب العلم. قيام الليل بالصلاة ومراجعة القرآن الكريم.صدقة السر وتلمس حوائج الناس.-        التفكر والاعتبار.
ما دلالة مجيء لفظ المعاش مع النهار دون غيره من المرادفات؟  معظم الأعمال لا تكون إلا في النهار([4])، ففيه تتقلب حوائج الخلق وتتحصل معايشهم.  وكلها دليل على عظيم رحمة الله بخلقه وقدرته الباهرة على تغيير الأحوال، وأنه سبحانه مدبر الأمر وحده ولا إله غيره.

([1]) ينظر: محاسن التأويل، القاسمي (9/ 389) التفسير المنير، الزحيلي (30/ 11).

([2]) محاسن التأويل، القاسمي (9/ 389)، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 302).

([3]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 307).

([4]) محاسن التأويل، القاسمي (9/ 389).

([5]) محاسن التأويل، القاسمي (9/ 389).التحرير والتنوير (30/21).


ما مناسبة ذكر السماوات ووصفها بالشداد في قوله تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾؟كمال قدرته سبحانه؛ بخلق السماوات السبع في اتساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثوابت والسيارات.([1])
هات شواهد أخرى من القرآن على إحكام بناء السماوات من القرآن.  قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)﴾ [ق: 6، 7]. قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)﴾ [الذاريات: 47]. قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)﴾ [الملك: 3].
ما مناسبة قوله تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ لما قبلها؟لأن ذكر السماوات يناسبه ذكر أعظم ما يشاهده الناس في فضائها وهي الشمس، ففي ذلك مِنّة على الناس باستفادتهم من نورها.([2])
ما دلالة وصف الشمس بالسراج الوهاج في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا؟  منبهًا على النعمة بنورها الذي صار ضرورة للخلق، وبالوهاج الذي فيه الحرارة على حرارتها وما فيها من المصالح.([3])الاستدلال بالشمس أوضح من غيره؛ لأن فيها صيرورة وتحول، فدلت كذلك على قدرة الله على البعث.
ما دلالة ذكر السحاب الممتلئ، ونزول الماء الكثير المتواصل في قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا؟– يمتن الله – عز وجل – عليهم بأن أنزل عليهم ماءً يصب صبًّا، يروي الكائنات. – وفيه دلالة على أن الله القادر على إنزال المطر الذي تنتفعون به قادر على بعثكم.([4])  

([1]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 307)، بتصرف.

([2]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/23).

([3]) تيسير الكريم الرحمن، السعدي (ص: 906).

([4])  التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 26).


ذكر في القرآن الكريم كثير من الشواهد على إحياء الأرض بعد نزول المطر، اذكر بعضًا منها.  قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)﴾ [الأنعام: 99، 100]. وقال تعالى: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)﴾ [الروم: 50].
ما دلالة ذكر إخراج الحَب والنبات في قوله تعالى: ﴿لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا؟فيه تقرير لكيفية بعث الناس من الأرض وخروجهم من القبور، وهذا هو المقصد الأول من هذا الآية.([1])  
ما وجه تقديم الحَب في الآية؟  قُدم ذكر الحَبِّ؛ لأنه الأصل في الغذاء، وثُنِّي بالنبات؛ لاحتياج الحيوانات إليه، وأُخّر ذكر الجنات؛ لأن الحاجة إلى الفواكه غير ضرورية، وجميع أنواع النبات التي تخرج من الميت دليل باهر على قدرة الله على البعث.([2])
ما وجه وصف الجنات بأنها ﴿ألفافًا﴾ في قوله تعالى: ﴿جَنَّاتٍ أَلْفَافًا؟إتمام منة الله على عباده؛ لميل النفوس إلى محبة الجنات والحدائق لما فيها من التنعم وجمال المنظر؛ ولذلك أُتبعت بوصف ﴿ألفافًا﴾؛ لأنه يزيدها حُسنًا ونضرة.([3])
ما الوسائل المُعِينة على شكر الله على نعمه؟  صرف الجوارح إلى طاعة الله، والابتعاد عن معاصيه.التفاؤل وحسن الظن بالله، وتعويد اللسان على الشكر القولي في كل الظروف والأحوال.رؤية من سُلب النعم من مرض وحروب وأرق، فهي مما يُعين النفس على شكر الله.مجاهدة النفس مجاهدة تامة في إصلاح القلب وعمارته بمحبة الله، ومحبة ما يحبه، وبغض ما يبغضه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.بذل النفس، والمسارعة في فعل الخيرات، ودفع الأذى عن المسلمين، فهذا من الإحسان إلى خلقه، ومن أعظم الشكر الإحسان للمنعم.

([1]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/26)، بتصرف.

([2]) محاسن التأويل، القاسمي (9/ 389).

([3]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/26).

في السورة بيان لعدل الله – عز وجل – وحكمته، بيّن ذلك وأثره فيك.  – ذم المنكرين ليوم البعث وبيان سوء عاقبتهم، فينبغي للمسلم أن يذكر نفسه دائمًا بهذا اليوم، وأن يجعله نصب عينيه. – أبطل القرآن جميع خرافات المشركين وأوهامهم، وأثبت البعث بالأدلة التي تقيم الحجة عليهم، وعلى انفراد الله بالخلق والإيجاد، وعلى إمكان النشور بعد الموت. – البعث والحساب والجزاء دليل على عدل الله وحكمته، وكل عامل ملاقٍ ما عمل. – تحثُّ السورة الإنسان على فعل كل خير وترك كل شر وأذية، والاستزادة من العمل الصالح، وطلب رضا الله – عز وجل – بصرف جميع أنواع العبودية له وحده دون سواه.

تلاوة

﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)﴾

تفسير: (المعنى الإجمالي ومعنى الألفاظ الغريبة)
  1. ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾ إن يوم الفصل بين الخلائق موعد محدد بوقتٍ لا يختلف.
  2. ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا﴾ يوم ينفخ الملك في القرن النفخةَ الثانية، فتأتون – أيها الناس ء جماعات جماعات.
  3. ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾ وفتحت السماء فصار لها فروج مثل الأبواب المفتحة.
  4. ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا﴾ وجعلت الجبال تسير حتى تتحول هباء منثورًا، فتصير مثل السراب.
  5. ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا﴾ إن جهنم كانت راصدة مرتقبة.
  6. ﴿لِلطَّاغِينَ مَآبًا﴾ للظالمين مرجعًا يرجعون إليه.
  7. ﴿لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا﴾ ماكثين فيها أزمنة ودهورًا لا نهاية لها.
  8. ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾ لا يذوقون فيها نومًا، ولا يذوقون فيها شرابًا يتلذذ به.
  9. ﴿إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا﴾ لا يذوقون إلا ماء شديد الحرارة، وما يسيل من صديد أهل النار.
  10. ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾ جزاءً موافقًا لما كانوا عليه من الكفر والضلال.
  11. ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾ إنهم كانوا في الدنيا لا يخافون حسابًا؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث، فلو كانوا يخافون البعث لآمنوا بالله، وعملوا صالحًا.
  12. ﴿وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا﴾ وكذبوا بآياتنا المنزّلة على رسولنا تكذيبًا.
  13. ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾ وكل شيء من أعمالهم ضبطناه وعددناه، وهو مكتوب في صحائف أعمالهم.
  14. ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾ فذوقوا ء أيها الطغاة ء هذا العذاب الدائم، فلن نزيدكم إلا عذابًا على عذابكم.(1 )

([1])المختصر في تفسير القرآن الكريم (1/ 582(.

تدبر وتزكية: (الأسئلة التدبرية والهدايات)
الأسئلة التدبرية                           الهدايات
ما مناسبة هذا المقطع للمقطع السابق؟بعد أن بين الله – تعالى – استهزاء الكفار واستبعادهم وقوع يوم القيامة بيّن كيفية وقوع ذلك اليوم العظيم وما فيه من أهوال.([1])
ما دلالة تسمية يوم القيامة بيوم الفصل في قوله تعالى:﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾؟سمي بذلك؛ لأن الله يفصل فيه بين الخلائق.([2])  
ما دلالة التعبير عن يوم القيامة بأنه ﴿مِيقَاتًا﴾؟–  لتحقيق وقوعه إذ التوقيت لا يكون إلا بزمن محقق الوقوع ولو تأخر وأبطأ، وردًا على استهزائهم بخبر البعث، وإنذارًا لهم بأن حصوله قد يكون قريبًا.([3])
يوم الفصل له وقت محدد لا يتقدم عنه ولا يتأخر، وقد استأثر الله – تعالى – بعلم وقوعه، هات شواهد من القرآن على ذلك.قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُو﴾ [الأعراف: 187]. وقال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ [الأحزاب: 63].
ما فائدة العطف بالفاء في قوله تعالى: ﴿فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا﴾؟زيادة الإيذان بسرعة المجيء للحساب بدلالة حذف ما يحصل بين النفخ والحضور.([4])  

([1]) التفسير الموضوعي (9، 10).
([2]) المرجع السابق (9/11).

([3]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/30).
([4]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (31/30).

ما دلالة التعبير بالفتح في قوله تعالى: ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾ ومجيء الفعل الماضي؟تهويل يوم الفصل باختلال السماء وانخرامها([1]) وأفاد الماضيتحقيق وقوع هذا التفتيح حتى كأنه قد مضى وقوعه.([2])  
ما فائدة الإخبار عن السماء بأنها أبواب في قوله تعالى: ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾؟للمبالغة في الوصف، وللدلالة على كثرة الفُتح فيها، حتى كأنها هي أبواب.([3])  
في قوله تعالى: ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا﴾أن الجبال ستكون سرابًا يوم القيامة، وضح ذلك.ستزول هذه الجبال مع عظمتها وقوتها حتى تكون كالسراب الذي يخيل إلى الناظر أنه شيء وهو ليس بشيء، ثم تذهب بالكلية فلا عين ولا أثر.([4])  
للجبال يوم القيامة أحوال متعددة، وردت في آيات القرآن الكريم. اذكر بعضًا منها.  تعدد في القرآن الكريم ذكر تغيُّر أحوال الجبال يوم القيامة، نذكر منها:
.الاندكاك:قال تعالى: ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾ [الحاقة: 14].
.أنها تصير كالعهن المنفوش: قال تعالى: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)﴾ [القارعة: 5].
.أنها تصير كالهباء:قال تعالى: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)﴾ [الواقعة: 5، 6.
.أنها تصير سرابًا: قال تعالى: ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)﴾ [النبأ: 20].

([[1]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (582).
([2])التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/32).

([3])التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/33).
([4]) المصباح المنير مختصر ابن كثير (1477)،

إذا كانت السماء ذلك الخلق العظيم تَبَدَّل حالها فكيف سيكون حالنا حينها؟!
ما دلالة التعبير بالرصد في قوله تعالى: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا﴾؟  المرصاد: المكان الذي يُرصد فيه العدو.([1]) تُرصد وترقب جهنم للكافرين فلا يتجاوزها شقي ولا كافر.([2]) كعدو يترصد عدوه. قال تعالى: ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [الملك: 6-8].
ما دلالة التعبير عن الكفار بالطاغين في قوله تعالى: ﴿لِلطَّاغِينَ مَآبًا﴾؟الطغيان: تجاوز الحد مع عدم الاكتراث بحق الغير والكبر، فهو إظهار في مقام الإضمار، بقصد الإيماء إلى سبب جعل جهنم لهم؛ لأن الشرك أقصى الطغيان إذ المشركون بالله أعرضوا عن عبادته، وتكبروا على رسوله – e -، حيث أنفوا من قبول دعوته، وهم المقصودون في معظم هذه السورة.([3])
ما وجه تقديم ﴿لِلطَّاغِينَ﴾ على ﴿مَآبًا﴾ في قوله تعالى: ﴿لِلطَّاغِينَ مَآبًا﴾؟لإدخال الروع على المشركين الذين طغوا بشركهم على الله، وللتعجيل ببيان السبب الذي نالوا به العذاب المذكور في الآيات.([4])
في قوله تعالى: ﴿لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا﴾ دلالة على المكث الطويل في النار، وضح ذلك.مادة اللبث تدل على المكوث الطويل، كما جاء لفظ “لابثين” بالاسم الذي يدل على الاستمرار والدوام، ودلت “أحقابًا” على الأزمان المتطاولة التي لا نهاية لها.  
ما فائدة الجمع بين البرد والشراب في قوله تعالى: ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾؟لأن الذين في النار أول ما يتمنون هو الشيء البارد الذي يبرد أجسادهم التي لهبتها النار؛ لعله يخفف شيئًا من حرها، فالبرد ألذّ ما يطلبه المحرور.([5])  
ما دلالة التعقيب على وصف العذاب بقوله تعالى: ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾؟بيَّنَت هذه الآية استحقاق هؤلاء الكفار للعذاب مقابل ما عملوه في الدنيا، فما ورد من العذاب في الآيات السابقة موافق للذنب العظيم الذي ارتكبوه نوعًا ومقدارًا، فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عذاب أعظم من النار، وقد كانت أعمالهم سيئة، فجُوزوا بمثلها.([6])
بيَّنت السورة +شدة تكذيبهم بأكثر من تعبير، وضح ذلك.  أولًا: دل الفعل ﴿كَانُوا﴾ في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾ على تمكن هذا الوصف من نفوسهم وهم كائنون عليه.
ثانيًا: أفاد التعبير بالفعل المضارع ﴿يَرْجُونَ﴾من قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾ تجدد إنكار هؤلاء الكفار ليوم الحساب، وتكرير شبهاتهم على نفي إمكانه.
ثالثًا: دلّ التعبير بالماضي﴿وَكَذَّبُوا﴾ على استقرار وتمكن التكذيب من نفوسهم.
رابعًا: جاء المفعول المطلق ﴿كِذَّابًا﴾ مؤكدًا لعامله؛ لإفادة شدة تكذيبهم بالآيات، وذلك أبلغ في بيان شدة كذبهم وثبوتهم عليه.

([1]) لسان العرب (رصد).
([2]) التفسير الموضوعي (9/ 12)

([3])التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 36).
([4])التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 36).

([5])التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 37).
([6]) التفسير المنير، الزحيلي (30ء18)، بتصرف.

ما دلالة التعبير بالإحصاء والكتابة في قوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾؟أتى بلفظ أحصيناه كناية عن الضبط الدقيق والتحصيل، وذكر كتابة كناية عن شدة الضبط؛ لأن الأمور المكتوبة مصونة عن النسيان والإغفال.([1]) وفي ذلك بيان لقدرة الله وسعة علمه؛ حيث لا يفوته شيء قط.([2])
وَرَدَتْ عدة شواهد من القرآن الكريم على إحصاء الله – تعالى – لأعمال عباده، منها:– قوله تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا﴾ [الكهف: 49]. – وقوله: ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ﴾ [المجادلة: 6].
إذا أيقنَّا أنَّ الله – تعالى – أحصى علينا أعمالنا، فما الأعمال اليومية التي ينبغي لنا الحرص عليها؟الاعتناء بالفرائض وأداؤها على أكمل وجه.
العناية بورد يومي من كتاب الله تعالى.
المحافظة على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء.
القيام بما أوجبه الله علينا من حقوق للآخرين…

([1]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 41)، بتصرف.

(56) أضواء البيان، الشنقيطي (8-411).

كيف نربي أنفسنا وأولادنا من خلال الآيات؟  عدم الغفلة عن الآخرة؛ وذلك بالقراءة الدائمة عن أحوال اليوم الآخر.
اليقين بأن الله سيغير نظام هذا الكون في يوم عظيم؛ ليجازي كلًا بعمله.
استحضار عاقبة الطغيان.
الإكثار من الأعمال الصالحة.
التصديق بكل ما جاء به النبي – e-.
اليقين بما أعدَّه الله – تعالى – للطاغين في الآخرة.
استحضار أن الله سيرصد جميع أعمالنا صغيرها وكبيرها، حسنها وسيئها.
ما أسباب غفلة كثير من المسلمين اليوم عن الآخرة والعمل لها، وما علاج ذلك؟  أولًا: الأسباب:
البعد عن كتاب الله وتدبره.الانشغال بوسائل التواصل.قلة الزاد من العلم الشرعي.الانشغال بملذات الدنيا الفانية، وتعلقهم بها.طول الأمل واستبعاد الموت.نسيان الآخرة وما أعده الله فيها لكِلا الفريقين.
ثانيًا: العلاج:
العلم: وهو معرفة الله – تعالى -، ومعرفة نبيه – e-، ومعرفة دين الإسلام، قال تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)﴾ [الزمر: 9، 10]، وقال -e-: “منْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ”.([1])ذِكر الله على كل حال، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)﴾ [الأعراف: 205]ملازمة مجالس الذكر.قراءة القرآن، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)﴾ [الإسراء: 82].دعاء الله والتضرع إليه. الصحبة الصالحة الناصحة التي تعين على الخير.معرفة حقيقة الدنيا، وأنها للتزود للآخرة.

([1]) صحيح البخاري (1/ 25).

تلاوة

﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)﴾

تفسير: (المعنى الإجمالي ومعنى الألفاظ الغريبة)
  1. ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازًا﴾ إن للمتقين ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه مكانَ فوزٍ يفوزون فيه بمطلوبهم وهو الجنة.
  2. ﴿حَدائِقَ وَأَعْنابًا﴾ بساتين وأعنابًا.
  3. ﴿وَكَواعِبَ أَتْرابًا﴾ وناهدات مستويات السن.
  4. ﴿وَكَأْسًا دِهاقًا﴾ وكأس خمر ملأى.
  5. ﴿لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْوًا وَلا كِذَّابًا﴾ لا يسمعون في الجنّة كلامًا باطلًا، ولا يسمعون كذبًا، ولا يكذب بعضهم بعضًا.
  6. ﴿جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِسابًا﴾ كل ذلك مما منحهم الله مِنَّة وعطاء منه كافيًا.([1])

([1])  المختصر في تفسير القرآن الكريم (1/ 582(.

تدبر وتزكية: (الأسئلة التدبرية والهدايات)
الأسئلة التدبرية                              الهدايات
ما مناسبة الآيات لما قبلها؟  لمّا ذكر الله – سبحانه وتعالى – أحوال الطاغين والأشقياء، ومآبهم، وعذابهم المقيم الذي أعد لهم، أعقب ذلك ببيان أحوال المتقين السعداء وشرع في بيان أحوالهم.([1])  
ما دلالة تقديم ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ في قوله تعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازًا﴾؟تبشير المتقين وترغيبهم بما أُعِدَّ لهم في الآخرة من نعيم.([2])  
كيف نحقق التقوى؛ لنفوز بوعد الله للمتقين؟  معرفة الله – عز وجل – بأسمائه وصفاته.-      
استشعار سعة علم الله، ومن ثَمّ مراقبته في الحركات والسكنات.
الاقتراب من كل ما يحبه الله، والابتعاد عن كل ما يبغضه.
الإيمان باليوم الآخر، وبلقاء الله عز وجل.الدعاء وطلب تحقيق التقوى من الله عز وجل.
ما وجه التعبير بلفظة ﴿مَفازًا﴾؟لتشمل الفوز بالنعيم والنجاة من النار.([3])  
ما دلالة تخصيص الأعناب رغم دخولها في عموم لفظ الحدائق في قوله تعالى: ﴿حَدائِقَ وَأَعْنابًا﴾؟شدة عناية الله – سبحانه – بعباده في الجنة وإكرامه لهم؛ إذ نوّع لهم ضروب النعيم.([4])  

([1]) التفسير الموضوعي (9/15).

([2]) أضواء البيان للشنقيطي (8-413).

([3]) التفسير الموضوعي (9/15).

([4]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 310)، بتصرف.


بيّن ما أعد الله للمتقين من نعيم في الجنة كما ورد في الآيات.   بساتين جامعة لكل أصناف الأشجار، وخَصَّ الأعناب؛ لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق.زوجات على مطالب النفوس.كؤوس مملوءة من رحيق لذة للشاربين.الترفع عن اللغو والإثم.([1])
ما دلالة النفي في قوله تعالى:﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا﴾؟  اللغو والتكذيب مما تتألم له أنفس الصادقين، ولا ألم على الإطلاق في الجنان.([2])دار السلام كل ما فيها سالم من النقص.([3])لا يسمعون في الجنة لغوًا ولا كذّابًا؛ لأنهم على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدروهم من غل وجعلهم إخوانًا.([4])
اللغو من الأمراض التي فتكت في مجتمعنا، وامتلأت بها أوقات الناس في مجالسهم وفي وسائل التواصل الاجتماعي، كيف نجعل مجالسنا وهذه الوسائل إيجابية؟الإعراض عن مجالس اللغو، والخروج من المجموعات التي يكثر فيها الكلام من غير فائدة.ملء أوقاتنا بالذكر والقرآن ومصاحبة الأخيار، فهي نعيم القلوب في الدنيا.أن نكون مفاتيح خير بالإرشاد والنصح لمن يخوض فيه.أن ننشر في هذه الوسائل ما يفيد، وننافس أهل الباطل حتى يجد الباحث خيرًا، ولا نخلي الساحة مما ينفع.
هات شواهد من القرآن والسنة على وصف نعيم أهل الجنة.  قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20)﴾ [الطور: 17-21]قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)﴾ [الغاشية: 8 -17].عن أبي هريرة، عن النبي – e- قال: “من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه”.([5])عن أنس بن مالك، أن رسول الله – e- قال: ” إنَّ في الجنة لسوقًا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالًا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالًا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا، فيقولون: وأنتم، والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا”.([6])عن أبي هريرة، عن النبي – e- قال: ” قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر”([7]).

([1])تيسير الكريم الرحمن، السعدي (ص: 907)

([2]) التفسير الموضوعي (9/16).

([3]) مختصر تفسير ابن كثير (2/ 593).

([4]) تفسير جزء عم، ابن عثيمين(30).   

([5]) صحيح مسلم (4/ 2181).

(68)صحيح مسلم (4/ 2178).

([7]) صحيح مسلم (4/ 2174).


ما دلالة التعقيب بقوله تعالى: ﴿جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِسابًا﴾؟دخول المتقين الجنة فضل ومنة من الله. يتفاوت أهل الجنة في الدرجات بالحساب ونتائج الأعمال.
علام يدل إضافة ضمير المخاطب إلى ﴿رَبِّكَ﴾؟في جزاء المتقين، إكرام للنبي – e-؛ إذ إنَّ إسداء هذه النعم لهم كان من أجل إيمانهم به وعملهم بما هداهم إليه.([1])

([1]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 43).

تلاوة

﴿رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)﴾

تفسير: (المعنى الإجمالي ومعنى الألفاظ الغريبة)
37.   ﴿رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطابًا﴾ رب السماوات والأرض وما بينهما، رحمن الدنيا والآخرة، لا يملك جميع من في الأرض أو السماء أن يسألوه إلا إذا أذن لهم.
38   ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَوابًا﴾ يوم يقوم جبريل والملائكة مُصْطفِّين، لا يتكلمون بشفاعة لأحد إلا من أذن له الرحمن أن يشفع، وقال سدادًا ككلمة التوحيد.
39.   ﴿ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآبًا﴾ ذلك الموصوف لكم هو اليوم الَّذي لا ريب أنَّه واقع، فمن شاء النجاة فيه من عذاب الله فليتخذ سبيلًا إلى ذلك من الأعمال الصالحة التي ترضي ربه.
40. ﴿إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا﴾ إنا حذرناكم – أيها الناس – عذابًا قريبًا يحصل، يوم ينظر المرء ما قدم من عمله في الدنيا، ويقول الكافر متمنيًا الخلاص من العذاب: يا ليتني صرت ترابًا مثل الحيوانات عندما يقال لها يوم القيامة: كوني ترابًا.([1])


([1])المختصر في تفسير القرآن الكريم (1/ 582(.

تدبر وتزكية: (الأسئلة التدبرية والهدايات)

الأسئلة التدبريةالهدايات
ما مناسبة الآيات لما قبلها؟بعد أن ذكر الله – عز وجل – حساب المكذبين وجزاء المتقين، وصف – سبحانه وتعالى – بعض مشاهد الحساب وندم الكافر أنذاك.
ما دلالة إطلاق صفة الرحمن على لفظ الربوبية في قوله تعالى: ﴿رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطابًا﴾؟إِذْنُ الله لمن يشفع لأهل المحشر أثر من آثار رحمته سبحانه يوم القيامة.([1])رحمة الله وسعت كل شيء، فهو رباهم ورحمهم، ولطف بهم، حتى أدركوا ما أدركوا.([2])  
مع ما غلب على السورة من الترهيب والتهويل ختمت بتكرار اسم الرحمن مرتين، فما دلالة ذلك؟لبيان سعة رحمته بعباده بإرشادهم وهدايتهم إلى سبيل نجاتهم، وتقديم الأدلة والبراهين المختلفة على صدق ما أنزل إليهم؛ لعلهم يتقون.
يوم القيامة تظهر عظمة الله وعظمة ملكه، ما دلالته من الآيات؟  جميع الخلق ساكتون لا يتكلمون، بدلالة قوله تعالى: ﴿لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطابًا﴾.قيام جبريل والملائكة صفًا خاضعين لله، بدلالة قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا﴾.زهوق الباطل وظهور الحق فلا ينفع الكذب ذلك اليوم، بدلالة قوله تعالى: ﴿ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ﴾.([3])

([1])التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 43).

([2])تيسير الكريم الرحمن، السعدي (ص: 907).

([3])تيسير الكريم الرحمن، السعدي (ص: 907).

قال تعالى: ﴿لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَوابًا﴾، اذكر شروط الشفاعة مع شواهد من القرآن.  أن يكون المتكلم مأذونًا له في الكلام، قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: 255].أن يتكلم بالصواب، فلا يشفع لغير مرتضى، قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)﴾ [طه: 109].وقال تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)﴾ [النجم: 26].
اذكر أعمالًا نحصل بها على شفاعة النبي –e– يوم القيامة من السنة.  قال رسول الله – e-: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنَّه من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنَّها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة”.([1])
سُكنى المدينة والموت بها، فعن أبـي سعيد مولى المهري أنه جاء أبا سعيد الخدري ليالي الحرَّة فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله، وأخبره أن لا صبر له على جَهد المدينة ولأوائها. فقال له: “ويحك، لا آمرك بذلك، إني سمعت رسول الله – e- يقول: لا يثبت أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة، إذا كان مسلمًا”.([2])
دعاء الله والعمل الصالح في الدنيا؛ لنيل شفاعة النبي – e- يوم القيامة.عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله -e-: “لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه”.([3]).

([1])صحيح مسلم (1/ 288).

([2])صحيح مسلم (2/ 992).

([3])صحيح البخاري (1/ 31).


ما دلالة قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْيَوْمُ الحَقّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآبًا﴾؟التنويه بعظيم ما يقع في ذلك اليوم من الجزاء بالثواب والعقاب.([1])يوم القيامة كائن لا محالة بدلالة اسم الإشارة (ذلك) وبدلالة وصفه بـ(الحق).([2])إثبات مشيئة العبد في اختيار الطريق والمنهج الموصل إلى الله بدلالة قوله تعالى: (فمن شاء).([3])
يوم القيامة تعرض جميع الأعمال خيرها وشرها، هات شواهد أخرى من القرآن تؤكد هذا المعنى.قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران:30].قوله تعالى: ﴿وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِرًا﴾ [الكهف: 49].قوله تعالى: ﴿يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴾ [القيامة: 13]. 
ما دلالة وصف العذاب بالقرب في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا﴾؟قرب العذاب مستعمل مجازًا في تحققه وفيه إِعذار للمخاطبين بقوارع هذه السورة.([4])كل ما هو آت آت، وليس بين الإنسان وبين جزائه إلا أن يموت.
ما دلالة التمني في قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا﴾؟شدة ندامة وحسرة الكافر عند معاينة عذاب الله.([5]) وهو يتمنى عاقبة الحيوان يوم القيامة بتمنّي مصيرها. فمن عطَّل وسائل إدراكه في الدنيا ولم ينتفع بها في معرفة الخير كان له أن يتمنى عاقبة الحيوانات ولا يجدها!
ما واقعنا في ضوء الآيات؟تعلقنا بالدنيا ومتاعها الزائل، وغفلنا عن الدار الآخرة، واهتممنا بكل جديد لا فائدة منه من أجهزة وأخبار، وصببنا جهودنا في تربية أبنائنا على العلوم الدنيوية، وتركنا فواضل الأوقات إلى أمور الدين، وهذه الآيات تنبهنا إلى خطورة ذلك، وأن الدنيا دار اختبار لا دار قرار.انتشر بيننا اللغو في الحديث، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال بث وترويج الإشاعات في مختلف المجالات، والنكت وغيرها مما يُقَسِّي القلب ويكثر الكذب.
كيف نعالج هذا الواقع من خلال الآيات؟  الدعوة إلى التفكر في خلق الله – عز وجلَّ – الدال على قدرته وعظمته وحكمته، والتفكر في صفة الجنة ونعيمها، والترغيب فيها، تهون بذلك كل ملذات الدنيا ونعيمها الذي يشوبه كَدَر.
وصف مشهد يوم القيامة وقيام الملائكة والخشوع الذي سيحل هيبة وإجلالًا لله – عز وجل – يدعونا إلى الرهبة والاستعداد لهذا اليوم الجليل والعمل له، وعدم التغافل عنه.
أمام مشهد رؤية الإنسان لعمله وما قدم لهذا اليوم، حتى يتمنى الكافر أن يكون ترابًا مثل الحيوان، يدعونا إلى السعي جاهدين للفوز والنجاة من هذا المصير.نحن بين رغبة فيما عند الله – عز وجل – ورهبة من عذابه، ونسعى ونحسن الظن بالله – عز وجل -، وهو الغفور الرحيم وهو شديد العقاب.

([1]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 44).

([2]) أضواء البيان، الشنقيطي (8/ 413).

([3]) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 309).

([4]) التحرير والتنوير، ابن عاشور (30/ 44).

([5])تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 310).

هل استقر في نفوسنا اليقين بالبعث والجزاء؟

يوم القيامة آت لا محالة، فهل استعددنا له؟

سنأتي مسرعين لحسابنا، فهل عملنا ما نرجو به السلامة من ذلك الحساب؟

هل استحضرنا إحصاء الملائكة لأعمالنا، فعملنا ما يسرنا يوم الحساب؟ هل استشعرنا مراقبة الله لنا وسعة علمه بنا، فأصلحنا ظواهرنا وبواطننا؟

دلائل البعث والجزاء المذكورة في السورة:


  1. اختلاف المكذبين به: اختلافهم دليل على عدم يقينهم فيما يدّعونه، وضعف شبهاتهم.
  2. التأكيد والجزم بوقوعه: ﴿كَلَّا سَيَعْلَمُونَ )4( ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ )5(﴾ بيان قدرة الله – عز وجل – على الخلق والبعث، وفيها دعوة إلى التفكر في مخلوقات الله -سبحانه وتعالى- وبديع صنعه وقدرته على بدْء الخلق وإعادته.
  3. الاستدلال بإخراج النبات بعد موته.
  4. تحديد ميقات البعث وميعاده، وهو يوم الفصل بين الخلائق، وبيان أنَّ ليوم القيامة وقتًا محددًا، حتى لا يظن أن تأخره دليل على عدم وجوده.
  5. وصف أهوال يوم القيامة دليل على وقوعه.
  6. بيان حكمة الله – عز وجل – بالفصل بين الخلائق يوم القيامة، والفصل بين المحسن والمسيء.
  7. وصف لموقف الحساب: وفيه بيان لعظمة الخالق سبحانه وهيبة الموقف، ويظهر في موقف قيام الملائكة وسكوتهم.

وصف لندم الكافر وتمنيه أن لو كان ترابًا: مَن قلَّ عقله، ولم تكفه الأدلة السابقة على البعث والجزاء ولم يعمل له، فسيأتي هذا اليوم ويتمنى أن لو لم يكن لديه عقل؛ كي يصير ترابًا مثل: الحيوان ولا يُعَذَّب في نار جهنم.

ختام المجلس
خلاصة هدايات السورة
1-   في السورة إثبات البعث بالأدلة المختلفة؛ لذا ابتدأت السورة بوصف تساؤل المشركين عنه، والإخبار عن يوم القيامة، وما يتبعه من البعث والنشور والجزاء، وأعقبته بتهديد المشركين على إنكارهم إياه.
2-   أقامت السورة الأدلة والبراهين على إمكان البعث، بتعداد مظاهر قدرة الله على الخلق والإبداع وإيجاد مختلف عجائب الكون، ما يدل على إمكان إعادة الناس بعد الموت.
3-   حددت السورة ميقات البعث وميعاده، وهو يوم الفصل بين الخلائق الذي يُجمع فيه الأولون والآخرون.
4-   وصفت السورة ألوانًا من عذاب الكافرين، وأنواعًا من نعيم المتقين، بطريق المقابلة والموازنة، والجمع بين الترغيب والترهيب.
5-   ختمت السورة بالإخبار بأنَّ هذا اليوم حق لا ريب فيه، وبإنذار الكفار بالعذاب الأليم القريب الذي يتمنون من شدته أن يكونوا ترابًا.
خلاصة الأعمال التطبيقية
  • ضرورة إيقاظ القلوب من الغفلة واللهو والتفكر في آيات الله وهذه سمة الإسلام.
  • الإيمان باليوم الآخر وتذكر أهواله في كل حال، مما يُبصِّر الإنسان بالحكمة والغاية من الخلق.
  • إدراك القيمة في الحكمة من خلق الكون والعباد، وأنها سنة كونية حاثة على التأمل في عاقبة الإنسان.
  • طلب العلم الشرعي ودفع الجهل عن النفس والاستعداد لليوم الآخر، وتوسم الهدي القويم من القرآن والسنة النبوية المطهرة.
  • تربية النفس والنشء على المداومة على مطالعة كتاب الله، وأنها من أسباب هداية النفوس والعمل الصالح.
  • الإكثار من الأعمال الصالحة من أذكار وتلاوة قرآن وشتى الأعمال التي تقربنا إلى الله.
  • تحري الصدق والترفع عن الإثم.
  • تدارس أسماء الله الحسنى مع الأبناء، والترغيب في رحمة الله وكرمه وفضله على العالمين.
  • المحافظة على الدعاء بعد الأذان بأن ننال شفاعة نبيه e.

الإكثار من الاستغفار والإنابة والتوبة إلى الله عز وجل .

فوائد تربوية من السورة
  • الجمع بين الترغيب والترهيب في التربية، وتقديم ما يقتضيه الحال.
  • التفكر في خلق الله – عز وجل – والاستدلال عليه – سبحانه وتعالى – وعلى البعث والجزاء؛ حتى تُبنى عقيدة قوية سليمة، وإيمان راسخ ثابت أمام الشبهات.
  • بيان ضعف شبهات الكافر وإن غلَّفها بالعقلانية فهو أبعد ما يكون عنها.
  • تربية الأبناء على العمل والاستعداد لليوم الآخر.
  • تعليق الأبناء بالله، وتعريفهم بأسماء الله وصفاته، وترغيبهم في رحمة الله – عز وجل – والرضا بقدره وحكمه.
  • تعلم الأدب والنظام.

﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾مثل هذا اليوم لا يختلف فيه، لا بد أن نكون على يقين به، فالفوز فوزه والخسارة خسارته.
﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ إنَّ يومًا عظيمًا نلقى فيه ربًّا عظيمًا لحري أن نتهيأ له، ونقدم له من الأعمال ما تسعدنا رؤيتها.
﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾إنَّ أيامكم قلائل … فليستيقظ الغافل قبل سير القوافل … يا من يوقن أنه لا شك راحل.
﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا﴾فلنختر من الآن الفوج الذي نحب أن نكون معه يومئذ.
﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾ الفوز الحقيقي يوم القيامة، فماذا أعددنا له من صالح الأعمال؟! لا فوز دون تقوى الله عز وجل.
﴿جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا﴾الخسران الحقيقي ألا يكون لنا نصيب من عطايا الرحمن.
﴿إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا﴾العذاب قريب وكذلك النعيم، فلنختر نهاية الطريق قبل السير فيه.
﴿يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾اليوم نعمل وغدًا ننظر، فهلَّا قدمنا ما يسعدنا رؤيته!