لماذا نتدبر القرآن؟

لماذا نتدبر القرآن؟

بسم الله الرحمان الرحيم

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

الحمد لله و أشهد أن لاإله إلا الله وان محمدا رسول الله يقول الله عز و جل

يقول الله عز و جل – كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ

الآية 29 سورة ص

القرآن هو دستور البشر.ما من شيء يحتاجه الإنسان إلا و يبينه الله في نص أو إشارة في آية قرآنية .فكان الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم يولون إهتماما كبيرا لتدبر القرآن و فهمه و العمل به في سائر شؤونهم. فلم يكونوا يتجاوزون عشر آيـــات من القران إلا عملوا بما ورد فيها.

و لكن مع مرور الزمن و ضعف الأمة العربية الإسلامية خاصة في العصور الأخيرة تراجع الاهتمام بكلام الله عز و جل ليقتصر غالب المسلمين على حفظه و تلاوته فقط دون فهم معانيه. فالحكمة من إنزال القران هي أن يتتدبره أصحاب العقول و يعتبروا ما في هذا الكتاب و ينتهوا الى ما دلّهم عليه من الرشاد و سبيل الصواب.

قال الله تعالى أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

الآية 24 سورة محمد

التدبّر لغة، هو النظر في أدبار الأمر أي التأمل في عواقبه أو ما يؤول إليه . فبتدبر القرآن و التأمل في معانيه و إعادة التفكر فيها مرة بعد مرة يتعرف الانسان على ربه و أسماءه و صفاته.
و أكد العلماء على أن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا تحرك العقل و القلب.

فمن يخاف الغرق و الهلاك في الفتن فليتخذ القرآن روحا و طاقة و منهج حياة. لأن القرآن نور و مسلك آمن يوصلك إلى الهداية و اليقظة و التوبة علما و عملا. ففهمه و العمل به فوز في الدنيا و الآخرة.

لماذا نتدبر القرآن ؟

إن تدبر القرآن هو عملية تربوية عقلية و روحية تبعث الهداية الحقيقية في القلب و تحقق فوائد لا تحصى و لا تعد و للفرد نتذكر منها :

  • تثبت قواعد الإيمان في قلب المؤمن
  • تطلع العبد على أحوال الامم السابقة و على معالم الخير و الشر و مآل أهلهما.
  • يشهد عدل الله و فضله على عباده الصالحين
  • تُعْرِفُه بالنفس و صفاتها و مفسدات أعمالها
  • تُعرِّفُه التمييز بين الحق و الباطل في كل ما إختلف فيه العالم

الحياة حكمة أرادك الله أن تتعلمها

مما لا شك فيه أنّ تلاوة القرآن تريح القلب و تبعث فيه السكينة و الطمأنينة، لكن هذا لا يكفي فكلام الله أعظم وأعمق من مجرد طمأنينة و سكينة. لذالك لا يجب أن نقتصر على قراءة القرآن بأعيننا بل نتلقّاه بقلوبنا حتى يحرّك جوارحنا و عقولنا.
فالقرآن منهج حياة و مشروع كل مسلم عليه أي يتبعه في مختلف مراحل الحياته. فإن فتحت كتاب الله إبحث في كل مرة عن رسالة ستجد أن الله يخاطبك في آياته.
إقرا بقلبك ليس فقط بعينك.

فتح الكتاب بنية التعلم

القرآن الكريم هو كلام الله المنزٌل إذا فهمه المسلم و تدبر يجد نفسه مقتادا إلى المزيد من الإجتهاد والبحث للوصول الى اليقين.
أول كلمة نزلة على النبي صلى الله عليه و سلم هي “إقرأ”
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ“تحمل هذه الآية رسالة واضحة من الله عز و جل على أهميّة العلم و التعلّم. أول مهمّة كلّف الله بها نبيّه هي أن يقرأ و يتعلم و يُعلّم. فهذا الدّين الذي أُنْزِلٓ على النبي الأمي،نزل ليمحو الله به أمية الإنسان.

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
.

الآية 2 سورة الجمعة

لم يتلقى النبي محمد صلى الله عليه و سلّم علوما من أي جهة أخرى سوى عن طريق الوحي.
إن القرآن يسوق إلى تعلم العلوم و يجعل العلم وسيلة لفهم كل يحيط بالنسان من اشياء ملموسة أو غيبية.

فالقرآن يحتوي على كل العلوم حتى العلوم الحديثة أشار إليها الله ضمنيّا.
فخلف العبارات التي يذكرها و الكلمات التي يختارها بل و حتى الحروف توجد معاني مستترة. القران هو أعظم الكتب السماوية . وقد تضمن من العلوم والحكم، والمواعظ، والقصص ما لم يشتمل عليه كتاب غيره.

القرآن الكريم بحر فائض من الخيرات اذا تامل الانسان كلماته و تدبرها يتمكن من التغلب على الفتن ومن مواجهة نوازع النفس و الشيطان ويضفر بالعزّة و يستغني عن الناس.

هدى النفاتي

Leave a comment