مقدمة سورة البقرة
مقاصد سورة البقرة
إعداد الأمة لحمل أمانة الدعوة وعمارة الأرض والقيام بدين الله عز وجل
إسم سورة البقرة
- سورة البقرة: وردت التسمية في الحديث؛ قال النبي -ﷺ –: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”.
وسميت بالبقرة لورود قصة البقرة في السورة، ولها دلالة واضحة على مقصد السورة، سنأخذه عند حديثنا عن قصة البقرة.
- الزهراوين: مع سورة آل عمران، قال رسول الله -ﷺ- “اقرأوا الزهراوين: البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان -أي الظلّة- أو كأنهما فرقانٌ من طير صوافّ، تحاجّان عن أصحابهما”.
- سنام القرآن:) أي أعلاه)، عن ابن مسعود مرفوعا: “إِنَّ لِكلِّ شيءٍ سَنامًا، وسَنامُ القرآنِ سُورَةُ البَقَرَةِ، و إِنَّ الشيطانَ إذا سمعَ سورةَ البَقَرَةِ تُقْرَأُ خرجَ مِنَ البيتِ الذي يُقْرَأُ فيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ”.
- فسطاط القرآن: كان خالد بن معدان يسمي البقرة فسطاط القرآن.
فضل سورة البقرة والترغيب في قراءتها وحفظها والعمل به
- عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -ﷺ- قال:((لا تجعلوا بيوتكم قبورًا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان))
- قال رسول الله -ﷺ-: “اقرأوا الزهراوين: البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان -أي الظلّة- أو كأنهما فرقانٌ من طير صوافّ، تحاجّان عن أصحابهما
- قال رسول الله -ﷺ- “اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة”.
- خواتيم البقرة: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: بينما جبريل قاعد عند النبي _ﷺ_ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك، فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ـ لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
- صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُنَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾[البقرة: 286] الآية، قال «قال الله: نعم» ولحديث ابن عباس، قال الله: قد فعلت.
- عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ:” من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”: قيل في كفتاه أقوالا:
- أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن.
- عن قراءة القرآن.
- كفتاه كل سوء.
- كفتاه شر الشيطان شر الإنس والجن.
كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر. ولا يمنع من الجمع بين كل الأقوال والله أعلم.
- قال مسلم:عن عبد الله، قال: لما أسري برسول الله ـﷺـ انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال تعالى:﴿إِذْ يَغْشَى ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴾[النجم: 16]، قال: فراش من ذهب. قال: وأعطي رسول الله ـﷺ ثلاثاـ: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات.
قال رسول الله _ﷺ_:
“من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت“
أحوال نزول سورة البقرة
فيها أول ما نزل في المدينة، وفيها آخر ما نزل من القرآن الكريم.
استمر نزول سورة البقرة 10 سنوات، وهي سنوات التأسيس للمجتمع المسلم، وهي سنوات الإعداد لعمارة الأرض، وسنوات التشريع وسنوات البناء.
وهي كذلك سنوات تمايز الناس تجاه هذه الدعوة بين مؤمن خالص، وكافر خالص، ومنافق، ولم يكن ذلك في العهد المكي. والجدير بالذكر أنهليس للسورة سبب نزول، إلا في بعض آياتها تذكر في حينها.
عدد آيات سورة البقرة
عدد آيات السورة: 285 بعدّ أهل المدينة ومكة والشام، 286 بعدّ أهل الكوفة، 287 بعدّأهل البصرة. وَقَالَ الْعَادُّونَ آيَاتُهَا مِائَتَانِ وَثَمَانُونَ وَسَبْعُ آيَاتِ وَكَلِمَاتُهَا سِتَّةُ آلاف كلمة ومائتان وَإِحْدَى وَعِشْرُونَ كَلِمَةً (6221) وَحُرُوفُهَا خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا وَخَمْسُمِائَةِ حَرْفٍ فَاللَّهُ أَعْلَمُ (25.500)
خصائص سورة البقرة
- فيها آخر آية نزلت، وأعظم آية، وأطول آية.
- تميزت بنزولها من بداية العهد المدني إلى نهايته.
- تميزت بأنها أطول سورة في القرآن.
- ذكر ابن كثير: (قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَهِيَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى أَلْفِ خَبَرٍ وَأَلْفِ أَمْرٍ وَأَلْفِ نَهْيٍ)
- فيها تشريعات لأركان الإسلام الخمس: الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصيام والحج، ولم تجمع في غيرها.
- فيها الحفاظ على الضروريات الخمس: الدين، والنفس (القصاص)، والعقل (آيات السؤال عن الخمر)، والمال (آيات الإنفاق والربا والدين)، والعِرض (أحكام العدة).
- ورد في السورة لفظ الخليفة، كوظيفة لآدم _عليه السلام_ (من معانيها عمارة الأرض)، ولم يرد في غيرها، ويدور المقصد حول هذا اللفظ.
- ورد لفظ العهد (وما يدل عليه): 11 مرة وهو من أبرز أسباب عزل بني إسرائيل وهو خيانتهم لعهودهم ومواثيقهم مع الله _عز وجل_ ومع الناس؛ ولذا تكرر هذا المعنى في السورة.
- كلمة الهدى بمشتقاتها وردت: 34 مرة، تبين أن القرآن الكريم هو المنهج الرباني القويمالذيأنزله الله هداية للبشرية لخيرهم، ليقوموا بوظيفتهم في عبادة الله عز وجل وعمارة الأرض وإصلاحها؛ وورد هذا المعنى واضحا في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾[البقرة: 120]، ويظهر من الآيات الأولى من بيان مقصد الكتاب؛ في قوله تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛفِيهِ ۛهُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾[البقرة: 2]، وفي صفات المؤمنين به؛ في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْوَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ٥﴾[البقرة: 5]
- كلمة التقوى بمشتقاتها وردت:37 مرة، يبين لأن المنهج الرباني قائم على تقوى الله عز وجل في علاقة العبد بربه، وعلاقة العبد بالناس.
- مرتين ويزكيكم
- كلمة هداية بمشتقاتها وردت 30 مرة: يبين أن المنهج الرباني هو الهدى وغيره ضلال.
- كلمة الصلاة بمشتقاتها وردت 12 مرة في 11 آية.آيات5 في الحديث عن بني إسرائيل، و5 في المحور الثاني: وهو الخاص بالتوجيهات للمؤمنين، وواحدة في المقدمة في صفةالمؤمنين الصادقين.
- النداءات
- يا أيها الناس: وردت مرتينمنها أول أمر بعبادة الله عز وجل..
- يا أيها الذين آمنوا: 11 مرةمن ضمن 90 نداء في القرآن الكريم.
- يا بني إسرائيل: 3 مرات (ورد 6 مرات في القرآن الكريم: مرة في طه، ومرة في الصف، ومرة في المائدة على لسان عيسى _عليه السلام_).
- الأمثال الصريحة الواردة في سورة البقرة:14 مثلا، توفر أركان التشبيه (المشبه، المشبه به، أداة التشبيه، وجه الشبه)، الآيات 13، 17، 19، 26، 74، 171، 183، 214، 259، 261، 264، 265، 266، 275.
- القصص الوارد في سورة البقرة:
- قصة آدم _عليه السلام_.
- قصة بني إسرائيل (أصحاب السبت، جزء من عهد موسى إلى عهد النبي _ﷺ_).
- وردت قصة البقرة ولم ترد في غيرها.
- قصة طالوت وجالوت ولم ترد في غيرها.
- قصة إبراهيم _عليه السلام_ وبناء البيت.
- جانب من قصة يعقوب عليه السلام.
- محاجة إبراهيم _عليه السلام_ للنمرودولم ترد في غيرها.
- ورد في السورة خمس قصصلإحياء للموتى والسادسة إثبات إحياء الموتى لله عز وجل في قصة إبراهيم والنمرود:
أسماء الله الحسنى الواردة في السورة
28 اسما، 429 مرة
الاسم | في البقرة | في القرآن | |
1 | الله | 281 | 2699 |
2 | الرب | 46 | 978 |
3 | العليم | 21 | 157 |
4 | الرحيم | 12 | 123 |
5 | الغفور | 8 | 91 |
6 | الحكيم | 7 | 91 |
7 | السميع | 7 | 45 |
8 | العزيز | 6 | 92 |
9 | القدير | 6 | 45 |
10 | البصير | 5 | 23 |
11 | التواب | 4 | 11 |
12 | الواسع | 4 | 9 |
13 | الحليم | 3 | 11 |
14 | الخبير | 2 | 45 |
15 | الغني | 2 | 18 |
16 | الرؤوف | 2 | 10 |
17 | البارئ | 2 | 3 |
18 | الرحمن | 1 | 57 |
19 | الحميد | 1 | 17 |
20 | الولي | 1 | 15 |
21 | المولى | 1 | 12 |
22 | الشاكر | 1 | 2 |
23 | العظيم | 1 | 9 |
24 | العلي | 1 | 8 |
25 | المحيط | 1 | 8 |
26 | الحي | 1 | 5 |
27 | القيوم | 1 | 3 |
28 | القريب | 1 | 3 |
مناسبات سورة البقرة
1. من مناسبات سورة البقرة لسورة الفاتحة:
- سورة الفاتحة أجملت ما في القرآن الكريم، ثم جاءت بقية السور تفصيلا لها.
- ذكرت سورة الفاتحة أصناف الناس تجاه الهدى وفصلت سورة البقرة في صفات هذه الأصناف.
- ذكرت سورة الفاتحة الدعاء بالهداية إلى الطريق المستقيم ﴿ٱهۡدِنَاٱلصِّرَٰطَٱلۡمُسۡتَقِيمَ٦﴾[الفاتحة: 6] وذكرت البقرة سبيل الهداية وهو اتباع القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛفِيهِۛهُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ٢﴾[البقرة: 2]
2. من مناسبات سورة البقرة لسورة آل عمران:
- فصلت سورة البقرة في صفات المغضوب عليهم وهم اليهود، وناقشت سورة آل عمران عقائد الضالين وهم النصارى.
- سورة البقرة ركزت على المنهج الرباني لعمارة الأرض وسورة آل عمران ركزت على الثبات على المنهج أمام والشبهات.
3. من مناسبات افتتاحية السورة لخاتمتها:
افتتحت السورة بالتنويه بالقرآن الكريم وصفات المؤمنين وختمت بمدح المؤمنين به وهو المنهج الذي به تستقيم عمارة الأرض كما يرضي الله -عز وجل-.
افتتحت السورة بمدح المتقين وختمت ببيان أنهم هم أمة محمد -ﷺ-، وهم من حمل أمانة عمارة الأرض على منهاج النبوة.
مواضيع سورة البقرة
تنقسم السورة إلى مقدمة ومحورين وخاتمة:
- افتتاحية السورة و فيهامرتكزات عمارة الأرض وأقسام الناس:من الآية 1 إلى الآية 39.
- المحور الأول: بنو إسرائيل ومبررات عزلهم: من الآية 40 إلى الآية 141 حزب ونصف.
- المحور الثاني: مقومات استحقاق هذه الأمة للخلافة وعمارة الأرض: من الآية 141 إلى الآية 283.
- الخاتمة: من الآية 284 إلى الآية 286 وهي الثلاث آيات الأخيرة.